رباح المهدي.. الملكة الديمقراطية التي توزع صكوك “الزبالة” على من يخالفها!

بقلم / عمار نجم الدين
الديمقراطية أم إرث عائلي؟
عندما تتحدث رباح الصادق المهدي عن الديمقراطية، يطفو على السطح تناقض صارخ بين الخطاب والممارسة. فبينما تُدين “الانتحار السياسي” لفضل الله برمة ناصر لخروجه عن وصاية العائلة، تظهر مفارقة تاريخية: حزب الأمة الذي يُفترض أنه ديمقراطي، ظل أسيرًا لعائلة واحدة لأكثر من 100 عام، مثل مَلكية متوارثة لا تختلف عن المسرحيات الكوميدية التي تسخر من الحكام المستبدين!
الواقع المُر: حزب الأمة من الجد إلى الحفيد!
- توارث السلطة: منذ تأسيس الحزب، انتقلت رئاسته من الإمام عبد الرحمن المهدي (الجَد) إلى الصادق المهدي (الابن)، ثم إلى أحفاده، وكأنه “عقار عائلي”.
- مقارنة دولية: بينما شهدت بريطانيا تعاقب 12 رئيس وزراء، والولايات المتحدة 14 رئيسًا منذ ستينيات القرن الماضي، بقي حزب الأمة محكومًا بالصادق المهدي وحده لمدة 60 عامًا!
- رباح المهدي نموذجًا: وصلت رباح لموقعها السياسي بفضل اسم عائلتها، لا الكفاءة، وهو ما يُثير تساؤلات عن شرعية الخطاب الديمقراطي الذي تروجه.
فضيحة “الانتحار السياسي”: من يحدد مصير حزب الأمة؟
وصفت رباح مشاركة برمة ناصر في الحكومة الموازية بأنها “نقل للحزب إلى الزبالة”، في إشارة إلى:
تناقض مع الديمقراطية: كيف يُدار حزب يدَّعي الديمقراطية بمنطق “العائلة المالكة”؟!
الاستعلاء الطبقي: اعتبار العائلة نفسها صاحبة الحق الحصري في تقييم القرارات.
إقصاء الآخرين: أي خروج عن وصاية العائلة يُصنَّف “خيانة”، رغم أن برمة ناصر أحد أبرز القادة التاريخيين للحزب.
مقارنة تاريخية: السودان vs. العالم
الدولة | عدد القادة/الحكومات منذ 1960 | نظام التداول |
---|---|---|
حزب الأمة | رئيس واحد (الصادق المهدي) | توريث عائلي |
بريطانيا | 12 رئيس وزراء | انتخابات ديمقراطية |
الولايات المتحدة | 14 رئيسًا | تداول سلمي |
هذا الجدول يكشف تجذر الأزمة: بينما يتطور العالم، يُحكم السودان بمنطق القرون الوسطى!
الأسئلة التي تتجنبها رباح المهدي:
- لماذا لا يُطبق حزب الأمة التداول الديمقراطي داخليًّا؟
- هل يعتقد أفراد العائلة أنهم “مصَنَّفون سياسيًّا” أعلى من غيرهم؟
- متى سينتهي عهد الوصاية العائلية على الأحزاب السودانية؟
الخاتمة: الديمقراطية الحقيقية لا تُورَّث!
تصريحات رباح تعكس أزمة بنيوية في الأحزاب السودانية: شعارات ديمقراطية لتبرير استبداد عائلي. فالديمقراطية ليست مجرد خطابات، بل ممارسة تقوم على التعددية والكفاءة. وإلى أن يتحرر حزب الأمة من سطوة عائلة المهدي، ستظل الديمقراطية السودانية كـ”راعي كذاب”، تُناقَض بالقول ولا تُطبَّق بالفعل.